علماء الآثار مفتونون ومحتارون وهم يكتشفون اكتشافات لا تنسى
"غوبيكلي تبه: كنز الأناضول المفقود" #جوبيكلي تيبي #أنطاليا #علم_الآثار #التاريخ #كلاوس_شميدت #الغامض #استكشاف #كنوز

كان يعتقد الناس في الأناضول لقرون أن غوبكلي تيبي مجرد تل، مكان عادي ترعى فيه الأغنام... لكن تحت ترابها يكمن سر من شأنه أن يعيد كتابة تاريخ البشرية: غوبيكلي تيبي.
في عام 1963، اعتبر الباحثون الذين جاءوا إلى الموقع في البداية أنه "مقبرة من القرون الوسطى"، لكن أحد الباحثين، كلاوس شميت، أدرك أن هناك شيئًا مختلفًا في التقارير وعاد مرة أخرى...
وتحت السطح مباشرة... تم اكتشاف أعمدة تزن 10 أطنان على شكل حرف T، وهياكل دائرية قطرها 20 متراً وأحجار مزينة بأشكال حيوانات.
أسفرت اختبارات الكربون المشع عن نتائج مفاجئة: يعود تاريخ هذه الهياكل إلى 9600 سنة قبل الميلاد. قبل 7000 سنة قبل اختراع الكتابة بـ 7000 سنة، وقبل 6000 سنة قبل ستونهنج!
الجزء الأكثر إثارة للإعجاب كان هذا: لم يكن البشر قد عرفوا الزراعة بعد! وبعبارة أخرى، فإن افتراضنا للزراعة أولاً، ثم الحياة المستقرة، ثم المعابد كان موضع تساؤل بفضل غوبيكلي تيبي.
لا معدن. لا عجلات. لا كتابة. ولكن كانت هناك أعمدة تزن 10 أطنان ونقوش حيوانية متقنة!
أسود، ثعالب، عقارب... كانت كلها منقوشة بعناية على الحجارة.
تم الكشف عن طبقتين رئيسيتين على الأقل في المنطقة: الطبقة 3: هياكل دائرية كبيرة (9600-8800 ق.م) والطبقة 2: هياكل مستطيلة أصغر حجماً (7500-6000 ق.م).
كشفت دراسة أجريت في عام 2020 أن غوبكلي تبه تشكل مثلثاً متساوي الأضلاع. وهذا يدل على أن الأمر لا يتطلب رصفاً حجرياً فحسب، بل يتطلب أيضاً هندسة وتخطيطاً متقدماً.
يعتقد علماء الآثار الآن أن هذا الموقع لم يكن مجرد معبد، بل كان مكاناً للتجمع الإقليمي وحتى مستوطنة كاملة. تُظهر المنازل والصهاريج وآلاف أدوات طحن الحبوب المكتشفة أثناء الحفريات أنه كانت هناك حياة مستمرة هنا.
كل هذا يجعلنا نفكر في شيء واحد: ماذا لو كان الدين والفن والحس المجتمعي قد سبق الزراعة؟ هل اجتمع الناس معًا لإنشاء أماكن مقدسة وتطوير الزراعة لإطعام الحشود الكبيرة؟
غوبكلي تيبي ليست وحدها. ففي السنوات الأخيرة، تم اكتشاف مواقع مماثلة مثل كاراهان تيبي وبونكوكلو تارلا في الجوار.
تحتوي كاراهان تيبي على وجوه بشرية ومنحوتات واقعية ورموز. وهناك قطع أثرية مثيرة للاهتمام مثل تمثال لرجل جالس وتمثال لرأس رجل جالس ورأس بجسم ثعبان و11 قضيباً حجرياً عملاقاً...
وهذا يدل على أن الناس الآن لا يعكسون فنياً الحيوانات فحسب، بل يعكسون أنفسهم أيضاً. ربما نقطة تحول في علاقتهم بالطبيعة. قد تكون البدايات الأولى للحضارة.
باختصار، غوبكلي تيبي والهياكل المماثلة ليست مجرد مواقع أثرية. إنها دلائل ضخمة تساعدنا على فهم من هي البشرية، وكيف تفكر ولماذا نشأت معًا.
ما هو رد فعلك؟






