الدغدغة لغز فسيولوجي لم يحلّه العلماء

على الرغم من أن الدغدغة هي استجابة شائعة ومسلية في كثير من الأحيان، إلا أن الآليات الكامنة وراء هذه الظاهرة التي تبدو بسيطة لا تزال لغزاً بالنسبة للمجتمع العلمي. لا يزال الباحثون لم يفهموا بعد هذا المنعكس بشكل كامل، وهو أكثر من مجرد مسألة سطحية.

تبرز مناطق الجسم مثل باطن القدمين أو الإبطين كأكثر المناطق حساسية للدغدغة. ومع ذلك، ووفقًا لمقال نُشر في صحيفة الباييس، فإن هذه المناطق ليست الأكثر ثراءً بمستقبلات اللمس. ويشير عالم هولندي إلى أن هذه المناطق ربما تكون قد تطورت لحماية الأجزاء الضعيفة أثناء "القتال بالأيدي". ومع ذلك، يؤكد أورا دي سيبيو من رومانيا أن هذه الفرضية لا تفسر حالة المناطق الأخرى ذات الحساسية المماثلة، مثل الذراع.

رد الفعل الدفاعي البدائي

من الأمور الأخرى المثيرة للفضول هو الضحك الناتج عن الدغدغة. تشير الدراسات إلى أن ثلث الأشخاص فقط يجدون الدغدغة ممتعة، بينما يشعر الباقون بعدم الراحة أو اللامبالاة. ومع ذلك، يضحك جميعهم كرد فعل لا إرادي. وتشير هذه الأصوات، التي تختلف صوتياً عن الضحك الناجم عن الفكاهة، إلى أن الدغدغة هي "رد فعل دفاعي بدائي".

توقع اللمس

أحد التفسيرات الأكثر قبولاً هو أن الدماغ يتوقع اللمس الخاص بنا. أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Science Advances أنه في غياب عامل المفاجأة، تختفي استجابة الدغدغة إلى حد كبير. وهذا ما يفسر عدم قدرتنا على دغدغة أنفسنا.

ويشير الخبراء إلى أن عتبة الدغدغة تختلف من شخص لآخر؛ فملمس الجلد والحالة العاطفية والاستجابات المكتسبة تؤثر جميعها على الإدراك اللمسي.

وتنقسم الآراء حول وظيفتها التطورية. فبينما يرى بعض العلماء أن الدغدغة تقوي الروابط الاجتماعية من خلال التقارب الجسدي أو تسريع آليات الدفاع، يعتقد آخرون أنها نتيجة عرضية ثانوية للجهاز العصبي. وعلى الرغم من عدم وجود إجابة قاطعة في الوقت الحالي، إلا أن الدغدغة تظل واحدة من أكثر الجوانب المسلية والغامضة في جسم الإنسان.