تهديد للأرض من كوكب مختلف

وفقًا لبحث جديد، فإن الأجرام السماوية التي تسمى "الكويكبات التي تدور حول الشمس مع كوكب الزهرة يمكن أن تدخل مدار الأرض في غضون آلاف السنين وتشكل خطر الاصطدام بالأرض. وبما أن كوكب الزهرة هو أقرب الكواكب إلى الأرض، فلا يمكن استبعاد أن تشكل هذه الكويكبات تهديداً محتملاً.

يُقدَّر قطر الكويكبات العشرين المعروفة التي تدور حول كوكب الزهرة في المدار المشترك لكوكب الزهرة، بما في ذلك كويكبات طروادة و"نصف قمر" يُسمى زوزف، بأكثر من 140 مترًا. وهذا يعني أنها قوية بما يكفي لإلحاق الضرر بالمناطق المأهولة بالسكان.

ويعتقد الباحثون أن العديد من الكويكبات الأخرى غير المرصودة قد تكون كامنة حول كوكب الزهرة. ويستند هذا التنبؤ إلى حقيقة أن الكويكبات الموجودة حالياً لها مدارات بيضاوية الشكل بشكل عام. وتشير التقديرات إلى أنه لا يمكن رؤية الكويكبات الموجودة في مدارات منخفضة إهليجية بسبب ضوء الشمس.

وبما أن الكويكبات التي تدور في المدار المشترك يمكن أن تغيّر موقعها بالنسبة لكوكب الزهرة مع مرور الوقت، فإن احتمال اصطدامها بالأرض يختلف. وتشير الدراسات السابقة إلى أن مثل هذه التغيرات المدارية تحدث كل 12 ألف سنة.

"سنكون مبالغين إذا قلنا تصادم خلال أسابيع"

يشير العلماء الذين أجروا البحث إلى أن بعض المؤسسات الإعلامية قد شوهت هذه المعلومات ونشرتها بعناوين لا أساس لها من الصحة مثل "التصادم خلال أسابيع". وطمأن كاروبا، أحد مؤلفي الدراسة، الجمهور من خلال التأكيد على أنه "لا يوجد كويكب مداري مشترك حالي من المحتمل أن يصطدم بالأرض على المدى القصير".

واستشهد الباحثون أيضاً بمثال الكويكب 2024 YR4 الذي تم اكتشافه مؤخراً، والذي تم حسابه في البداية على أن احتمال اصطدامه بالأرض في عام 2032 يبلغ 2.3%. وعلى الرغم من أنه تم تخفيض هذا الاحتمال لاحقاً إلى الصفر، إلا أنه يوضح مرة أخرى أهمية مراقبة الأجرام السماوية الخطرة.

ومن المتوقع أن توفر التلسكوبات الجديدة، مثل مرصد فيرا سي روبين في تشيلي، الذي سيصبح قيد التشغيل في السنوات القادمة، رصداً أكثر دقة للأجسام المدارية المشتركة لكوكب الزهرة. ويشير العلماء أيضاً إلى أن التلسكوب المرسل مباشرة إلى مدار كوكب الزهرة سيساهم بشكل كبير في الكشف عن مثل هذه الأجسام.

وقال كاروبا: "لا ينبغي لنا أن نقلل من الخطر المحتمل لهذه الكويكبات، ولكن لا داعي للتفكير في هذه المسألة"، داعياً إلى اتباع نهج متوازن.