كان يمكن التعرف عليه قبل 130 عامًا. فالعتبة على وشك أن يتم تجاوزها
كشفت دراسة جديدة أجراها العلماء أن تأثير الأنشطة البشرية على المناخ كان موجودًا منذ أكثر من 130 عامًا. ووفقًا للدراسة، فإنه لو كان من الممكن استخدام أدوات القياس الحديثة في القرن التاسع عشر، لكان من الممكن اكتشاف أولى إشارات التغير المناخي حوالي عام 1885.

مع زيادة حرق الفحم والخشب بسرعة في أوروبا تحت تأثير الثورة الصناعية، ازدادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وقد اكتُشفت خصائص ثاني أكسيد الكربون الحابسة للحرارة حديثًا في منتصف القرن التاسع عشر، ولكن لم يتم قياس الآثار التي تسبب فيها الإنسان لتغير المناخ بشكل منهجي حتى سبعينيات القرن العشرين.
في الدراسة، ابتكر العلماء سيناريو افتراضيًا يمكن فيه استخدام أجهزة حساسة مثل أجهزة قياس الإشعاع بالموجات الدقيقة الموجودة على الأقمار الصناعية اليوم وبيانات ثاني أكسيد الكربون من نوى الجليد في عام 1860. في هذا السيناريو، تم تطبيق طريقة تحليل "البصمة" لفصل تأثير التأثيرات البشرية والطبيعية على المناخ.
وعلى الرغم من تأثير الاحتباس الحراري العام لغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، فإن الإشارة الأولى لتغير المناخ هي في الواقع تبريد طبقة الستراتوسفير. ففي حين أن غازات الدفيئة تحبس الإشعاع من سطح الأرض في طبقة التروبوسفير، فإنها تزيد من انعكاسية طبقة الستراتوسفير، مما يؤدي إلى عودة الحرارة. ومع ذلك، فإن ترقق طبقة الأوزون يسرّع عملية التبريد عن طريق تقليل قدرة طبقة الستراتوسفير على امتصاص الحرارة.
وفي حين أن تقلبات الظواهر الجوية في طبقة التروبوسفير تجعل نمذجة المناخ على المدى الطويل صعبة، فإن طبقة الستراتوسفير أقل تأثراً بهذه التقلبات. لذلك، ذُكر أنه يمكن رؤية إشارات تغير المناخ على المدى الطويل بشكل أوضح في الستراتوسفير.
ووفقًا للدراسة، فإن التبريد الكبير في الستراتوسفير بسبب زيادة ثاني أكسيد الكربون التي يسببها الإنسان كان من الممكن اكتشافه بموثوقية عالية في عام 1885. وحتى لو أُجريت القياسات في نصف الكرة الشمالي فقط، كان من الممكن اكتشاف إشارات التبريد الناجم عن الإنسان بحلول عام 1894.
عتبة على وشك أن يتم تجاوزها
أكد العلماء على أننا اليوم على عتبة الخطر الذي تشكله الأنشطة البشرية على المناخ، وأن القرارات التي سيتم اتخاذها ستكون حاسمة في تجاوز هذه العتبة. وجاء في الدراسة أن التغييرات المتوقعة في السنوات الـ 26 المقبلة ستكون أكبر من التغييرات التي حدثت في فترة الـ 39 سنة بين عامي 1986-2024.
وقال الباحثون: "نعلم بثقة عالية أن التأثيرات البشرية الخطيرة على المناخ ستكون حتمية ما لم يتم اتباع مسارات مستدامة".
ما هو رد فعلك؟






