أكبر جزيرة في العالم تذوب وتتقلص وتنجرف: 28 عاماً من الضياع

ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة الأبحاث الجيوفيزيائية، فإن الصخور الأساسية تحت غرينلاند تفقد الضغط مع ذوبان الغطاء الجليدي الضخم فوقها. وهذا يتسبب في "التواء الأرض الدنماركية وانضغاطها وتمددها". والنتيجة: تتمدد غرينلاند وتتقلص أفقياً على سطح الأرض، مما يعني أن بعض المناطق تتمدد بينما يتم سحب مناطق أخرى إلى الداخل.

ولا تقتصر هذه الحركة الجيوفيزيائية على التغير المناخي الحالي. فقد أثّر ذوبان الكتل الجليدية منذ العصر الجليدي الأخير، الذي انتهى منذ حوالي 20,000 سنة، على تشكيل غرينلاند. كانت غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، في حركة صعود وانكماش منذ عصور ما قبل التاريخ. ومع ذلك، فإن الذوبان المتسارع الذي لوحظ في السنوات الأخيرة يجعل هذه العملية أكثر وضوحًا وإثارة للإعجاب.

"قد تتغير في المستقبل

وفقًا لدانجال لونغفورس بيرغ، المؤلف الرئيسي للدراسة، "في السنوات الأخيرة، دفع ذوبان الجليد غرينلاند إلى الخارج وتسبب في الارتفاع" ولكن من المفارقات أن هذا يتسبب في انكماش السطح في بعض المناطق. ويؤكد بيرغ أن هذه العمليات قد تتغير في المستقبل.

فوفقًا للبيانات المستقاة من 58 محطة من محطات النظام العالمي لسواتل الملاحة حول غرينلاند، كانت الجزيرة تتحرك نحو الشمال الغربي بحوالي سنتيمترين كل عام على مدى السنوات العشرين الماضية. وبالإضافة إلى كون هذا القياس مؤشراً حساساً للحركات التكتونية في المنطقة، فإنه يكشف أيضاً عن الآثار الفيزيائية لتغير المناخ.

السنة الـ 28 على التوالي من الخسارة

في عام 2024، فقدت صفيحة غرينلاند الجليدية ما مجموعه 90 جيجا طن (55 + 35) من الجليد. وفي حين أن هذا هو أقل خسارة سنوية للجليد منذ عام 2013، إلا أنه يمثل السنة الثامنة والعشرين على التوالي التي تفقد فيها غرينلاند كمية من الجليد أكثر مما تنتجه. لذا لا تزال الأنهار الجليدية تدق ناقوس الخطر.

وتعد صفيحة غرينلاند الجليدية أكبر موارد المياه العذبة في العالم. وإذا ذابت هذه الطبقة الجليدية بالكامل، فقد يرتفع مستوى سطح البحر في العالم بمقدار 7.4 متر. ووفقًا لبيانات كوبرنيكوس، فإن كل سنتيمتر من ارتفاع مستوى سطح البحر يعرّض حوالي ستة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم للفيضانات الساحلية.