ارتفاع درجة حرارة البحار يؤدي إلى أزمة صامتة

كشفت دراسة علمية جديدة عن أن موجات الحرارة المتزايدة في البحار لا تهدد درجة حرارة المياه فحسب، بل تهدد أيضًا دورة الكربون في المحيطات، وهو أمر بالغ الأهمية في مكافحة تغير المناخ. ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، فإن الاحترار الشديد في البحار يعطل نظام نقل الكربون الذي يعمل من خلال الكائنات المجهرية، مما يجر النظم البيئية البحرية إلى نقطة عتبة مهمة.

أكتوبر 15, 2025 - 20:00
 0  0
ارتفاع درجة حرارة البحار يؤدي إلى أزمة صامتة

تُعرّف موجات الحرارة البحرية بأنها موجات حرارية بحرية مرتفعة بشكل غير اعتيادي تستمر لأسابيع، وفي بعض الحالات لسنوات. ويؤكد الباحثون على أن هذه الظواهر الحرارية أصبحت أكثر تواترًا وأن آثارها تزداد عمقًا. ففي هذا الصيف، على سبيل المثال، تم قياس أعلى درجة حرارة للبحر في تاريخ البرتغال هذا الصيف، كما تم تسجيل درجات حرارة قياسية لسطح البحر في البحر الأبيض المتوسط.

وفي محور البحث أكثر من 10 سنوات من الملاحظات في خليج ألاسكا. شهدت المنطقة موجتي حرارة كبيرتين بين عامي 2013-2015 و2019-2020. حللت الدراسة كيف استجابت العوالق النباتية، وهي أصغر الكائنات البحرية وأكثرها حيوية، لهذه الموجات.

أظهرت النتائج أن هذه الزيادات في درجات الحرارة أثرت بشكل مباشر على العوالق النباتية، مما تسبب في اضطراب في النظام الذي ينقل الكربون من السطح إلى أعماق البحار. وهذا يضعف الدور العازل الذي تلعبه المحيطات من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

وتصف الدكتورة ماريانا بيف من جامعة ميامي هذه العملية بأنها "حزام ناقل". وعادةً ما تنقل البكتيريا والعوالق النباتية الكربون السطحي إلى أعماق البحار. لكن الموجات الحرارية البحرية تعطل هذه الآلية، مما يزيد من خطر عودة الكربون إلى الغلاف الجوي بدلاً من احتجازه في المحيط. يقول بيف: "لقد توقف الشريط الذي ينقل الكربون إلى الأعماق".

ولا يقتصر هذا الأمر على دورة الكربون. إذ تُظهر الأبحاث أن ارتفاع درجة حرارة البحار يؤثر أيضًا على المناخ الأرضي، مما يؤدي إلى تفاقم الظواهر الجوية القاسية مثل العواصف والجفاف والأعاصير. كما تتعرض النظم الإيكولوجية التي تسكنها الأنواع البحرية مثل الشعاب المرجانية وأسماك المهرج لتهديد مباشر.

ويرى العلماء أن هناك حاجة إلى مراقبة أكثر شمولاً للبحار لفهم هذه التأثيرات بشكل أفضل. ووفقًا للدكتور كين جونسون من معهد مونتيري باي للأحياء المائية للأبحاث، فإن فهم تأثير الموجة الحارة على النظام البيئي يتطلب جمع البيانات بشكل مستمر قبل وأثناء وبعد الحدث. ويصف جونسون هذه العملية بأنها "نقطة تحول في مراقبة المحيطات".

ما هو رد فعلك؟

إعجاب إعجاب 0
عدم الإعجاب عدم الإعجاب 0
حب حب 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
واو واو 0