حلقات غامضة في قاع المحيط تكشف عن "سر سام

تم الكشف عن لغز الحلقات البيضاء الغامضة التي تحيط بفرش النفايات الكيميائية المتروكة في قاع البحر.

سبتمبر 18, 2025 - 12:00
 0  0
حلقات غامضة في قاع المحيط تكشف عن "سر سام

تم العثور على حلقات بيضاء غامضة تحيط ببراميل من النفايات الكيميائية المتروكة في قاع البحر قبالة ساحل كاليفورنيا تحتوي على مواد قلوية للغاية. وتوفر النتائج الجديدة أدلة مهمة على المحتوى الحقيقي لهذه البراميل التي كانت محل جدل لسنوات.

في القرن العشرين، أُلقيت آلاف البراميل مجهولة المصدر في المحيط قبالة ساحل لوس أنجلوس، خاصةً بالقرب من جزيرة كاتالينا. وفي العقد الماضي، تم رصد بقايا هذه البراميل المتآكلة بشكل متكرر خلال عمليات المسح بواسطة الروبوتات تحت سطح البحر. وبينما اكتشفت عمليات المسح السابقة بالسونار ما يقرب من 27,000 برميل في حوض سان بيدرو، يقدر الخبراء أن ما مجموعه حوالي نصف مليون برميل قد يكون مدفوناً في المنطقة.

تم الكشف عن نفايات سامة

يُعتقد أن الكثير من هذه النفايات قد تم إلقاؤها في البحر من قبل شركة مونتروز للكيماويات، التي تنشط في إنتاج مادة الـ DDT، التي تم تطويرها في الأصل كمبيد للآفات ولكنها حُظرت بسبب آثارها البيئية. على الرغم من أنه من المعروف أن مادة الـ دي دي تي لا تزال موجودة في قاع البحر في المنطقة، إلا أن وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) ذكرت سابقاً أن البراميل ليست مصدراً لمادة الـ دي دي تي، وأن نفايات الـ دي دي تي الحمضية يتم تصريفها مباشرة في المحيط بواسطة الصنادل بعد أن يتم جلبها إلى الميناء بواسطة ناقلات. ولذلك، يُعتقد أن هناك مواد كيميائية أخرى غير الـ دي.دي.تي قد تكون مخزنة في البراميل.

ويدعم هذا الرأي بحث جديد أجرته عالمة الأحياء البحرية جوانا غوتليبن وفريقها من معهد سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو. فقد وجد الباحثون أنه على الرغم من أن تركيزات الـ DDT كانت عالية في المنطقة، إلا أنه لم يلاحظ أي تركيز إضافي في المناطق القريبة من البراميل.

وعلى النقيض من ذلك، قدمت الحلقات البيضاء حول البراميل دليلاً حاسماً، وأظهرت عينات الرواسب المأخوذة من هذه الحلقات أن المحتويات لم تكن حمضية، بل قلوية للغاية. وقال جوتليبن إن بعض العينات كانت صلبة للغاية لدرجة أنهم اضطروا إلى استخدام ذراع آلية لكسر القطع بدلاً من طرق استخلاص الرواسب المعتادة؛ وأظهرت الاختبارات المعملية أن قيم الأس الهيدروجيني كانت مرتفعة بشكل استثنائي. وقد لوحظت كائنات دقيقة لا يمكن أن تعيش إلا في الفتحات الحرارية المائية والينابيع القلوية الحارة في المنطقة.

تتحد مع المغنيسيوم لتكوين مادة شبيهة بالخرسانة

وفقًا للبحث، فإن معظم البنية الصلبة حول البراميل تعتمد على معدن يسمى البروسيت. تتفاعل المركبات القلوية المتسربة من النفايات مع المغنيسيوم في مياه البحر لتكوين مادة تشبه الخرسانة. ومع ذوبان البروسيت، يرتفع الرقم الهيدروجيني المحيط بها، مما يؤدي إلى ظهور حلقات بيضاء شبحية من كربونات الكالسيوم.

قال بول جنسن، عالم الأحياء البحرية في سكريبس: "لقد مر أكثر من 50 عامًا منذ إطلاق هذه البراميل، لكننا ما زلنا نرى الآثار". وأكد جنسن أنه من غير المعروف عدد البراميل التي تحيط بها هذه الهالات البيضاء، ولكن هناك تأثير كبير على الحياة الميكروبية على المستوى المحلي. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة PNAS Nexus.

ما هو رد فعلك؟

إعجاب إعجاب 0
عدم الإعجاب عدم الإعجاب 0
حب حب 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
واو واو 0