"الفك الغامض منذ ألفي عام المستخرج من تحت سطح البحر"

شغلت عظمة الفك التي عثر عليها صياد على بعد حوالي 25 كيلومترًا قبالة قناة بنغو في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين العلماء لفترة طويلة. وسواء كانت هذه الحفرية، التي أطلق عليها اسم "بنغو 1"، تنتمي إلى الإنسان المنتصب أو الإنسان العاقل القديم أو إنسان دينيسوفان فقد كانت مسألة جدل.

في الدراسة الجديدة، استخدم العلماء علم البروتينات القديمة لتحديد نوع عظم الفك. ووفقًا للنتائج التي نُشرت في مجلة Science؛ فقد تم الكشف عن أن الفرد كان ذكرًا وأن تركيبه البروتيني كان أكثر تشابهًا مع إنسان دينيسوفان.

إنسان الدينيسوفان هو نوع بشري عاش في نفس الوقت الذي عاش فيه إنسان نياندرتال والإنسان العاقل، ولكن لا يوجد منه سوى القليل من الحفريات. وقد تم الحصول على معظم الحفريات من كهف دينيسوفا في سيبيريا، وكانت هناك حاجة إلى طرق تحليل جديدة لتحديد النوع.

وقد ذكر فريدو ويلكر، مؤلف الدراسة، أنه باستخدام هذه التقنية، يمكن تصنيف الحفريات التي تنتمي إلى أنواع بشرية أخرى. وقال ويلكر: "بفضل هذه الطريقة، سنتمكن من معرفة المزيد عن الحفريات التي كانت غامضة في السابق".

أحد قيود البحث هو أنه لا يمكن تحديد عمر بنغو 1 على وجه اليقين. نظرًا لأن عظم الفك كان مغمورًا تحت الماء لفترة طويلة، فإن طرق التأريخ التقليدية لم تكن فعالة. ومع ذلك، فإن عظام الحيوانات التي عُثر عليها مع عظم الفك تشير إلى أن الحفرية يمكن أن تعود إما إلى ما قبل 10,000-70,000 سنة مضت أو 130,000-190,000 سنة مضت. إذا كان النطاق العمري الصغير صحيحًا، فقد تكون هذه الحفرية أصغر بقايا الدينيسوفان المعروفة.

يُظهر هذا الاكتشاف أن إنسان الدينيسوفان لم يعش في المناطق الباردة فحسب، بل عاش أيضاً في المناخات الدافئة والرطبة. ووفقًا للباحثين، يشير هذا إلى أن مجموعات مختلفة من أشباه البشر تعايشت في آسيا خلال العصر الجليدي الأوسط إلى أواخر العصر البليستوسيني.