وقد مر 162 منها بالضبط بالقرب من الأرض: هل يمكن أن تصطدم يوماً ما؟

مع القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة (UN) في ديسمبر 2016 لزيادة الوعي العام بالخطوات التي يجب اتخاذها في حالة اصطدام كويكب بالأرض، يتم الاحتفال بيوم 30 يونيو من كل عام باعتباره "اليوم العالمي للكويكبات".

ووفقًا لبيانات وكالة ناسا لشهر يونيو 2025، تم رصد ما مجموعه 38,478 كويكبًا حتى الآن في فئة الكويكبات القريبة من الأرض، 873 منها أكبر من كيلومتر واحد و11,294 منها أكبر من 141 مترًا.

ووفقاً لهذه البيانات، فقد ارتفع عدد الكويكبات التي مرت حول الأرض على مسافة أقرب من القمر في الـ365 يوماً الماضية إلى 162 كويكباً حتى 2 يونيو، في حين بلغ عدد الكويكبات التي تم رصدها ما يقرب من 500 مليون كويكب.

تكتشف ناسا من 30 إلى 50 كويكباً جديداً كل أسبوع. وعلى الرغم من عدم وجود كويكبات كبيرة تتجه نحو الأرض في الوقت الحالي، إلا أن ناسا تحذر من أن هذا الوضع قد يتغير. ويشير الخبراء إلى أنه تم تحديد حوالي 40% فقط من الكويكبات التي يمكن أن تشكل خطراً.

"2024 YR4" يمكن أن يضرب القمر

في بيان صادر عن وكالة الفضاء الأوروبية في 17 يونيو 2025، ورد أن الكويكب المسمى "2024 YR4" لديه احتمال 4.3 في المائة من احتمال اصطدامه بالقمر في عام 2032.

وبعد فترة وجيزة من اكتشاف الكويكب في 27 ديسمبر 2024 في تلسكوب نظام الإنذار الأخير لاصطدام الكويكبات الأرضية (ATLAS) في ريو هورتادو في تشيلي، حددت أنظمة الإنذار الآلي أن احتمال اصطدامه بالأرض في 22 ديسمبر 2032 كان منخفضاً.

وكشفت أحدث صورة تم الحصول عليها على "2024 YR4"، الذي يتراوح قطره بين 53 و67 متراً، أن الكويكب لديه فرصة بنسبة 4 في المئة للارتطام بالقمر في 22 ديسمبر 2032.

ومع ذلك، وبما أن الكويكب بعيد جداً بحيث لا يمكن دراسته بشكل أكبر، فإن هذا الاحتمال سيبقى دون تغيير حتى ظهوره مجدداً في يونيو 2028.

الاعتماد على تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء والمحاكاة في اكتشاف الكويكبات

أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية أنها ستتمكن من تتبع الكويكبات بشكل أسرع وأكثر دقة باستخدام تلسكوب "فلاي آي" الذي بدأ استخدامه لأول مرة في 20-21 مايو.

وقد تم تطوير الجيل الجديد من تلسكوب الأشعة تحت الحمراء التابع لوكالة ناسا المسمى "NEO Surveyor"، والذي من المقرر إطلاقه في سبتمبر 2027، لاكتشاف الأجسام التي يزيد ارتفاعها عن 140 مترًا في وقت مبكر.

بالإضافة إلى ذلك، نجح اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART) الذي أجرته ناسا في عام 2022 في تغيير مسار كويكب بنجاح وحقق نجاحاً تاريخياً في "تجنب الاصطدام".

تم إطلاق المركبة الفضائية "هيرا"، التي طورتها وكالة الفضاء الأوروبية لتقييم هذا النجاح، في أكتوبر 2024، وبدأت في فحص نظام الكويكبات المستهدفة من قبل DART عن كثب.

ألمع الكويكبات في عام 2025

دخل الكويكب الذي تم رصده في ولايات جورجيا وساوث كارولينا وتينيسي ونورث كارولينا وفرجينيا الأمريكية في 26 يونيو، إلى الغلاف الجوي خلال ساعات النهار وانفجر بانفجار كبير.

وقدر بيل كوك، مدير مكتب بيئة النيازك التابع لناسا، قوته بما يعادل حوالي 20 طناً من مادة تي إن تي شديدة الانفجار، في حين تسبب الانفجار في اهتزاز المباني في بعض المناطق وألحق أضراراً بأحد المنازل.

في نهاية ديسمبر 2024، دخل كويكب يبلغ طوله مترًا واحدًا إلى الغلاف الجوي في منطقة فان وما حولها. وقد حظيت لحظة دخول النيزك الذي انبعث منه ضوء شديد في السماء ليلاً إلى الغلاف الجوي بتغطية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقترب "2025 EW1" الذي تابعته وكالة ناسا وفرق الرصد الفلكي الدولية من الأرض في 6 مارس/آذار. اقترب الكويكب من الأرض على بعد 820 ألف كيلومتر تقريبًا، ووفر فرصة رصد مهمة لعلماء الفلك وزود الباحثين ببيانات مهمة لتطوير أنظمة الإنذار المبكر ضد الأخطار المحتملة في المستقبل.

وفي 21 مايو، مرّ "2025 دي تي 2" الذي يبلغ قطره حوالي 37 متراً على بعد 115 ألف كيلومتر من الأرض.