اكتُشف على الشاطئ 78 ألف سنة

حدث هذا الاكتشاف في مارس 2020، قبل إغلاق كوفيد-19، خلال نزهة في الصباح الباكر على طول ساحل مونتي كليريغو قام بها كارلوس نيتو دي كارفالهو وزوجته ييلو تشانغ.

كان عليهما تسلق منحدرات شديدة الانحدار

وقد عثر الزوجان، وهما جيولوجيان وجغرافيان، على هذه الآثار التاريخية أثناء سفرهما فوق تشكيلات صخرية بالقرب من جرف منهار. ومع ذلك، عندما عادا لتوثيق الآثار، كادا أن يُحاصرهما الارتفاع السريع للمد والجزر واضطرا إلى مغادرة المنطقة عن طريق تسلق جرف شديد الانحدار يبلغ ارتفاعه 15 متراً.

وعلى الرغم من الصعوبات، فقد أثمرت الجهود المبذولة. وقد حدد الباحثون خمسة مسارات منفصلة على الشاطئ، بلغ مجموعها 26 أثر أقدام. كما تم العثور على أثر قدم نياندرتال واحد على شاطئ برايا دو تيلهيرو القريب. وهكذا، وصل عدد آثار أقدام إنسان نياندرتال المكتشفة حتى الآن في أوروبا إلى ثمانية آثار.

78 ألف سنة...

تم تأريخ عمر آثار الأقدام بين 83 ألف و73 ألف سنة مضت باستخدام طريقة "التلألؤ المحفّز بصرياً". تتيح هذه التقنية تحديد العمر من خلال قياس آخر مرة تعرضت فيها الحبيبات المعدنية لأشعة الشمس.

وكشف تحليل لحجم وشكل المسارات أن ذكرًا بالغًا من إنسان نياندرتال كان يسير على طول الكثبان الشاطئية مع طفل يتراوح عمره بين 7 و9 سنوات وطفل رضيع دون العامين. وبما أنه تم العثور على المسارات باتجاه الساحل وبعيدًا عنه، فمن المرجح أن هذه المجموعة كانت تبحث عن الطعام.

كانوا بالقرب من موقع التخييم

ووفقًا للباحثين، تُظهر هذه الآثار أن إنسان نياندرتال كان مع أطفاله في أنشطته اليومية. تشير حقيقة أن آثار الثدييات الكبيرة تتداخل مع آثار أقدام إنسان نياندرتال إلى أن هذه المجموعة ربما كانت تصطاد الفرائس مثل الغزلان أو الأرانب أو الخيول عن طريق نصب الكمائن أو المطاردة.

تشير حقيقة العثور على آثار الأقدام على منحدر كثبان رملية شديدة الانحدار إلى أنها كانت قريبة جداً من موقع تخييم محتمل. ومع ذلك، لم يتم العثور على أي بقايا مادية لموقع التخييم حتى الآن.

يقترح الباحثون أن إنسان نياندرتال كان موجودًا عمدًا في هذه البيئات الساحلية القاسية، وإن كان ذلك موسميًا، واستفاد من التضاريس.