تم تفعيل زر الذعر: سفينة فضاء تقترب من الأرض، وقد تم تحديد التاريخ

انتشر ادعاء انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وأثار الذعر في جميع أنحاء العالم: فقد زُعم أن جسمًا غامضًا دخل النظام الشمسي كان "سفينة فضائية" معادية وكان يقترب بسرعة من الأرض.

أغسطس 12, 2025 - 00:00
 0  0
تم تفعيل زر الذعر: سفينة فضاء تقترب من الأرض، وقد تم تحديد التاريخ

هناك ادعاء انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة وتسبب في ذعر كبير: يُزعم أن جرمًا سماويًا غير عادي يدخل النظام الشمسي هو في الواقع سفينة فضائية ذات نوايا عدائية وسيصل إلى الأرض في نوفمبر/تشرين الثاني. ومع ذلك، تكشف البيانات العلمية أن هذا الادعاء المثير لا يعكس الحقيقة.

إذن، من أين جاءت شائعة "الغزو الفضائي" هذه وما هي الحقيقة؟

بدأ كل شيء بمذنب 3I/ATLAS

بدأ كل شيء في 1 يوليو عندما اكتشف علماء الفلك جرمًا سماويًا عملاقًا يتحرك نحو الشمس بسرعة قياسية. كان هذا الجرم، الذي أطلق عليه اسم 3I/ATLAS، ثالث "ضيف بين النجوم" الذي تم التعرف عليه على أنه قادم من خارج المجموعة الشمسية بفضل مداره.

ومع ذلك، فإن 3I/ATLAS لديه بعض الميزات المدهشة التي تميزه عن غيره:

إنه صاحب رقم قياسي في السرعة: فهو يتحرك بسرعة مذهلة تبلغ 245,000 كيلومتر في الساعة، وهي أسرع سرعة تم رصدها في النظام الشمسي على الإطلاق.

حجمه الضخم: يقدر قطره بحوالي 20 كيلومترًا.

قديم جداً: وفقاً لجامعة أكسفورد، فإن هذا الجسم أقدم بـ 3 مليارات سنة حتى من النظام الشمسي الذي يبلغ عمره 4.5 مليار سنة.

تتفق الغالبية الساحقة من العلماء، بما في ذلك وكالة ناسا، على أن 3I/ATLAS هو مذنب عملاق يتكون من الجليد والغاز والغبار. في الواقع، لقد صوّر تلسكوب هابل الفضائي بوضوح أثر المذنب "الرقيق" الكلاسيكي (غيبوبة) الذي خلفه الجسم.

من الذي جاء بالادعاء بوجود كائن فضائي؟

تم اقتراح نظرية "السفينة الغريبة" في ورقة بحثية لم تتم مراجعتها بعد من قبل آفي لوب، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد، المعروف بادعاءات مماثلة، واثنين من زملائه.

واقترح لوب، مستشهداً بالسرعة الشاذة للجسم ومساره كدليل، أنه يمكن أن يكون "سفينة تجسس" أرسلتها حضارة متقدمة. وجاء في المقال: "إذا تبين أن الفرضية صحيحة، فقد تكون العواقب كارثية على البشرية"، مما دفع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلى القفز على هذه القضية.

ما يقوله العالم العلمي "مذنب عادي"

ومع ذلك، فإن هذا الادعاء التخميني من قبل آفي لوب لم يجد دعمًا في المجتمع الفلكي. بل على العكس، يعارض العديد من الخبراء هذه النظرية بشدة. فأسماء مثل داريل سيليغمان، عالم الفلك في جامعة ولاية ميشيغان، تشير إلى أن "جميع البيانات تشير إلى أن هذا مذنب عادي قذف من نظام نجمي آخر".

وبمرور الوقت، تراجع حتى لوب نفسه عن ادعائه، واصفًا ادعاءه بأنه "تمرين فكري" وقال إن "الاحتمال الأكثر ترجيحًا هو أنه جسم طبيعي بحت بين النجوم، ربما يكون مذنبًا".

كان لوب قد قدم في السابق ادعاءات مماثلة عن "سفينة فضائية" لـ "أومواموا"، أول زائر للنظام الشمسي بين النجوم، بل واستخرج قطعًا من نيزك سقط في المحيط الهادئ، مما يشير إلى أنه يحتوي على تكنولوجيا فضائية، لكنه فشل في إثبات أطروحته.

ما مدى قربه من الأرض؟

دعونا نأتي إلى السؤال الأهم: هل يشكل 3I/ATLAS تهديدًا للأرض؟ الإجابة واضحة: لا.

التاريخ خاطئ: على عكس الادعاءات، سيمر الجسم بالقرب من الأرض في 19 ديسمبر 2025، وليس في نوفمبر.

المسافة بعيدة جداً خلال مروره الأقرب، ستكون المسافة إلى الأرض حوالي 270 مليون كيلومتر. وهذا تقريباً ضعف المسافة بين الأرض والشمس.

وباختصار، فإن سيناريوهات "الغزو الفضائي" التي تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي هي مجرد ادعاءات مثيرة لا أساس علمي لها. ما نواجهه ليس تهديدًا للبشرية، بل هو مذنب سريع وقديم بشكل غير عادي يوفر للعلماء فرصة رصد نادرة وقيّمة من خارج النظام الشمسي.

ما هو رد فعلك؟

إعجاب إعجاب 0
عدم الإعجاب عدم الإعجاب 0
حب حب 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
واو واو 0