يقرأ العلماء دماغك قبل أن تقرأه أنت: يرون جميع التغيرات في القرارات
في أحد برامج الألعاب، يُطلب من المتسابق اختيار واحد من ثلاثة خيارات: أ أو ب أو ج. بعد أن يختار المتسابق الخيار ب، يشرح مقدم البرنامج أن الجائزة ليست في الخيار ج ويتيح للمتسابق فرصة تغيير قراره: الانتقال إلى الخيار (أ) أو البقاء في الخيار (ب). يحتوي هذا اللغز الرياضي الكلاسيكي، المعروف باسم "مشكلة مونتي هول"، على أدلة مهمة حول عقلنا وبنية الدماغ.

لطالما كان السؤال عن سبب تغيير الناس لقراراتهم في بعض الأحيان وإصرارهم على اختياراتهم الأولية في بعض الأحيان موضع اهتمام العلماء. في علم النفس، يتم تفسير هذه العملية من خلال مفهوم "ما وراء المعرفة" (ما وراء المعرفة). يعني ما وراء المعرفة تقييم مدى نجاح المرء في مهمة ما من خلال العملية العقلية الخاصة به.
ووفقًا للأبحاث، فإن الناس أقل ميلًا لتغيير قراراتهم من المتوقع، على الرغم من أنهم غالبًا ما يشككون في أنفسهم. ومع ذلك، عندما يتم إجراء التغييرات، غالبًا ما يكون القرار أكثر دقة. وتوصف هذه القدرة بالدقة ما وراء المعرفية. ومن المثير للاهتمام، أنه تحت ضغط الوقت، يكون الأشخاص قادرين على إصدار أحكام أكثر دقة بشأن وقت تغيير القرار.
تم الحصول على نتيجة أخرى رائعة حول متى وكيف تحدث تغييرات القرار من عمليات مسح الدماغ. فخلال إحدى التجارب، قام الباحثون بتحليل نشاط الدماغ لدى الأشخاص قبل لحظة اتخاذ القرار. ونتيجة لذلك، كان من الممكن التنبؤ بالثواني التي تسبق حدوث تغيير القرار.
تنطوي هذه النتائج على إمكانات كبيرة لتحسين عمليات اتخاذ القرار لدى الأشخاص الذين يعملون في مجالات مثل الصحة والدفاع. قد يكون من الممكن اتخاذ قرارات أكثر دقة من خلال التدريبات القائمة على نشاط الدماغ.
فلماذا لا يغير الناس رأيهم في كثير من الأحيان؟ أحد أهم الأسباب هو أن عملية اتخاذ القرار تتطلب جهداً ذهنياً إضافياً. في الحياة اليومية، يمكن أن تكون معظم الخيارات "جيدة بما فيه الكفاية" ولا تحتاج إلى أن تكون مثالية. على سبيل المثال، اختيار العلامة التجارية الخاطئة لمشروب البرتقال لا يحدث فرقاً كبيراً.
وهناك سبب آخر يتعلق بالعلاقات الاجتماعية. قد يجد الناس أن الأشخاص الذين يغيرون رأيهم باستمرار لا يمكن التنبؤ بآرائهم وهذا يمكن أن يقوض الثقة. لذلك، قد يتجنب بعض الأشخاص عن وعي تغيير رأيهم.
في المستقبل، إذا كان من الممكن تحديد علامات تغيير القرار بناءً على نشاط الدماغ، فقد يساعد ذلك الناس على فهم أفضل للوقت الذي يغيرون فيه رأيهم. وقد يؤدي ذلك إلى نتائج أفضل في الحياة المهنية والاجتماعية على حد سواء.
وبالعودة إلى مشكلة مونتي هول: إذا واجهت يومًا ما مثل هذا الاختيار، فغيّر رأيك. من الناحية الرياضية، فإن تغيير اختيارك الأول يضاعف فرصك في الفوز.
ما هو رد فعلك؟






