أحد أغرب ألغاز الجنس البشري التي تم حلها

فمن ناحية، هناك الملايين من الناس الذين يفتتنون بالموسيقى، ومن ناحية أخرى، هناك حفنة من الناس الذين لا يبالون حتى بأكثر النغمات تأثيراً. لطالما كان هذا التناقض الغريب والعميق في الطبيعة البشرية لغزًا للعالم العلمي. والآن، أزالت تقنية تصوير الدماغ الستار عن هذا اللغز وأثبتت أن سبب المشكلة بيولوجي بحت.

أغسطس 16, 2025 - 04:00
 0  0
أحد أغرب ألغاز الجنس البشري التي تم حلها

بالنسبة لمعظمنا، الموسيقى جزء لا غنى عنه في عالمنا العاطفي. ولكن هل فكرت يومًا ما أن اللحن المفضل لديك لا يختلف بالنسبة لك عن اللحن الساكن في التلفاز المعطل؟ هذا هو الحال بالضبط بالنسبة لجزء صغير من السكان.

لقد اكتشف العلماء سبب هذه الحالة باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI): المشكلة ليست في الأذنين، بل في "سلك مكسور" في الدماغ.

تبحث الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعتي برشلونة وماكجيل، في سبب عدم اكتراث بعض الأشخاص بالجاذبية العالمية للموسيقى.

لا تنتج هذه الحالة، التي تُسمى "انعدام التلذذ الموسيقي المحدد"، عن ضعف الذوق الموسيقي أو مشاكل في السمع. وعلى الرغم من أن هؤلاء الأشخاص يمكنهم التعرف على ما إذا كانت الأغنية مبهجة أو حزينة، إلا أنه ليس لديهم أي استجابة عاطفية، مثل القشعريرة أو الشعور بالنشوة أو الرغبة في الرقص.

يتم "تعتيم" مركز المكافأة في الدماغ بسبب الموسيقى

لاحظ الباحثون نشاط الدماغ لدى الأشخاص الذين عانوا من هذه الحالة باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي. وكانت النتائج واضحة تماماً: عندما استمع المشاركون إلى الموسيقى، تم تنشيط القشرة السمعية لديهم، وهي الجزء من الدماغ الذي يعالج الصوت، بشكل طبيعي. ومع ذلك، فإن النتيجة الأكثر إثارة للدهشة كانت في النواة المتكئة، وهي مركز المتعة في الدماغ، والمعروفة باسم "دائرة المكافأة".

ظلت هذه المنطقة الرئيسية، التي يتم تنشيطها عن طريق إفراز هرمونات السعادة عندما نأكل الشوكولاتة أو نفوز برهان أو نقع في الحب، غير نشطة تمامًا، أي "في الظلام"، أثناء الاستماع إلى الموسيقى لدى الأشخاص المصابين بانعدام التلذذ الموسيقي.

ومن المثير للاهتمام أنه لم يكن هناك أي خلل في قدرتهم العامة على الشعور بالمتعة. فعندما تُعرض عليهم مكافآت أخرى، مثل المال، يعمل مركز المكافأة في أدمغتهم واستجاباتهم الفسيولوجية، مثل معدل ضربات القلب، بنفس الطريقة التي يعمل بها الأشخاص الذين يحبون الموسيقى.

المشكلة ليست في المقطوعات الموسيقية، بل في الاتصال

يشبه العلماء المشكلة بسلك تالف يربط بين مقبس كهربائي يعمل بشكل مثالي ومصباح كهربائي. بعبارة أخرى، لا تكمن المشكلة في منطقتي الصوت والمتعة في الدماغ، بل في الانفصال الوظيفي في مسارات الاتصال العصبي بين هاتين المنطقتين. تتم معالجة الصوت في الدماغ، ولكن بما أن هذه المعلومات لا يمكن أن تصل إلى مركز اللذة، فلا يمكن أن تتحول إلى استجابة عاطفية.

قد تكون وراثة جينية

أظهرت دراسة جديدة أجريت على التوائم أن القدرة على الاستمتاع بالموسيقى قد يكون لها مكون وراثي يصل إلى 54%. وهذا يثبت أن الاستمتاع بالموسيقى ليس ظاهرة ثقافية فحسب، بل هو أيضًا قدرة بيولوجية خاصة.

ومن المثير للاهتمام أن هناك أيضًا "هوس الموسيقى"، وهو عكس هذه الحالة. يشير مصطلح "ميوزيكوفيليا" إلى الشغف الشديد، بل والوسواس بالموسيقى. في الأدبيات الطبية، هناك حالات لمرضى طوروا فجأة شغفًا لا يمكن السيطرة عليه بالموسيقى بعد سكتة دماغية أو جراحة في الدماغ. وهذا يدل على أن بعض الدوائر في دماغنا يمكن أن تقوي أو تخمد تماماً ارتباطنا العاطفي بالموسيقى.

ما هو رد فعلك؟

إعجاب إعجاب 0
عدم الإعجاب عدم الإعجاب 0
حب حب 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
واو واو 0