لقد تزعزعت حقيقة الشيخوخة التي يُفترض أنها غير قابلة للتغيير! كان من المعروف أنها السبب الرئيسي للأمراض
لسنوات، اعتقد العلماء لسنوات أن الالتهاب يزداد حتمًا مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والخرف والسكري. ومع ذلك، قد تغير دراسة جديدة الطريقة التي ننظر بها إلى الشيخوخة من خلال الكشف عن نتائج تتحدى هذا الرأي.

يُعتبر الالتهاب المزمن منخفض المستوى، والمعروف باسم "الالتهاب"، أحد الأسباب الرئيسية للأمراض المرتبطة بالعمر. عندما يكون الجهاز المناعي للجسم في وضع المعركة المستمرة، فإنه يضعف الأعضاء والأجهزة ببطء ويؤدي إلى الإصابة بالأمراض.
ومع ذلك، قد لا يكون هذا هو الحال في جميع السكان. فقد أظهرت دراسة جديدة أن زيادة الالتهابات مع التقدم في العمر قد تكون نتيجة ثانوية للحياة الاجتماعية الحديثة.
في الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Aging، تم أخذ عينات دم من أربعة مجتمعات ذات أنماط حياة مختلفة وتم تحليل أنماط الالتهاب فيها. مثلت مجموعتان المجتمعات الحديثة والصناعية، بينما تم اختيار المجموعتين الأخريين من مجتمعات السكان الأصليين الذين يعيشون حياة تقليدية.
في المجتمعات الصناعية، لوحظ أن علامات الالتهاب في الدم تزداد مستوياتها مع التقدم في العمر. وأدى ارتفاع مستويات هذه العلامات إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والكلى.
ومع ذلك، لم يلاحظ نفس نمط الالتهاب في المجتمعات التي تعيش حياة تقليدية. في هذه المجتمعات، لم تزداد علامات الالتهاب مع التقدم في العمر ولم تظهر صلة قوية بالأمراض المزمنة. حتى أن بعض المجتمعات كانت لديها معدلات إصابة عالية، ولكن معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والخرف والسكري كانت منخفضة للغاية.
يشير هذا إلى أن العلاقة بين الشيخوخة والالتهاب المزمن قد تكون نتيجة لأنماط الحياة الحديثة مع اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية وانخفاض النشاط البدني وقلة التعرض للعدوى، وليس عملية بيولوجية عالمية.
ويؤكد الخبراء على أن هذه النتائج تشير إلى أن النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتدخلات الدوائية لعلاج الالتهاب المزمن في الشيخوخة قد لا يكون لها نفس التأثير في جميع السكان. كما يذكرون أيضًا أن معظم الدراسات حول الصحة والشيخوخة قد أجريت في البلدان الغنية والصناعية وأن هذه النتائج لا يمكن تعميمها في جميع أنحاء العالم.
ويذكر الباحثون أنه يجب تحليل الالتهاب ليس فقط في الدم ولكن أيضًا في الخلايا والأنسجة وأنه يجب إجراء دراسات أكثر شمولاً. وتُظهر هذه الدراسة أن الكثير من المعارف المقبولة عالمياً حول بيولوجيا الشيخوخة قد تختلف في الواقع باختلاف البيئة ونمط الحياة وأسلوب العيش.
ما هو رد فعلك؟






