مبارزة كونية بين المجرات يتم تصويرها للمرة الأولى

باستخدام تلسكوب المرصد الجنوبي الأوروبي الكبير جداً (VLT) التابع للمرصد الجنوبي الأوروبي في تشيلي وشبكة تلسكوب ALMA، تتبع الباحثون مجرتين تقتربان من بعضهما البعض بسرعة 1.8 مليون كيلومتر في الساعة. استمرت عمليات الرصد لمدة 4 سنوات تقريباً.

ترسل إحدى المجرتين أشعة فوق بنفسجية مكثفة إلى المجرة الأخرى من خلال النجم الكوازار الموجود في مركزها. تعمل هذه الأشعة على تشتيت السحب الغازية المكونة للنجوم في المجرة المجاورة، مما يمنع ولادة نجوم جديدة.

وشبّه باسكييه نوتردايم، أحد الباحثين، هذا الحدث بـ "مبارزة كونية". تفصل بين المجرتين المعنيتين 11 مليار سنة ضوئية. وتُظهر الدراسة أن هاتين المجرتين المتصادمتين في طور الاندماج في مجرة أكبر.

قدم البحث رؤى مهمة حول ما يسمى بـ "الظهيرة الكونية"، عندما كان الكون في ذروة تكوين النجوم. الكوازار في المجرة "المهاجمة" يغذيه ثقب أسود هائل.

يسخن الغاز والغبار الممتص في الثقب الأسود إلى ملايين الدرجات وينتج إشعاعات شديدة. تعمل هذه الإشعاعات على تفتيت جزيئات الهيدروجين في المجرة المستهدفة وتوقف تكوين النجوم.

وذكر سيرجي بالاشيف من فريق البحث أن هذا التأثير معروف نظرياً، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصده بشكل مباشر.

وقد رصد الباحثون هذا الكوازار لأول مرة من بين آلاف الأطياف منخفضة الدقة بفضل ميزاته غير العادية. ولكن نظراً لقوة ضوئه الشديدة، كان من الصعب اكتشاف التفاصيل خارج المجرة المضيفة للكوازار. جعلت دقة ALMA العالية المجرة القريبة الثانية مرئية.

وقد وجد العلماء أن المجرتين في الواقع تبعدان عن بعضهما البعض بآلاف السنوات الضوئية. وأظهر ذلك أنه على الرغم من أن المجرتين تبدوان للوهلة الأولى متداخلتين، إلا أنهما لا تزالان في المراحل الأولى من التصادم.

وأشار دونغ-وو كيم من مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية إلى أن اندماجات المجرات كانت أكثر تواتراً في بدايات الكون.