خصلة شعر غيرت التاريخ
كشفت خصلة من الشعر عُثر عليها على جهاز فلكي من إمبراطورية الإنكا أن حفظ السجلات في هذه الحضارة العظيمة في العصور الوسطى لم يكن مهارة الطبقات الراقية فحسب، بل ربما كان منتشرًا بين عامة الناس. ويشير البحث، الذي نُشر في مجلة Science Advances، إلى أن محو الأمية الحسابية ربما يكون قد انتشر بين شرائح أوسع من المجتمع.

استخدم شعب الإنكا أنظمة الحبال المعقودة المسماة "كيبو"، خاصة لتسجيل المعلومات الرقمية. وكانت هذه الأجهزة، التي تتألف من عدد كبير من الحبال المعلقة المتصلة بحبل رئيسي، ترميز المعلومات وفقاً لعدد العقد وموضعها وألوان الحبال. وفي حالات نادرة، عُثر على شعر بشري على هذه الكيبو يمثل الشخص الذي صنعها.
ويذكر الباحثون أنه في الثقافات القديمة في جبال الأنديز، كان للشعر في الثقافات القديمة في الأنديز أهمية طقوسية قوية وكان عنصراً رمزياً يمثل صاحبه. ولذلك، كان لف الشعر على الكيبو يعني نوعاً من "التوقيع".
خصلة واحدة من الشعر تغير التاريخ
حتى الآن، كانت المصادر الإسبانية من الفترة الاستعمارية تزعم أن "الكيبو" كان يُصنع من قبل البيروقراطيين الذكور فقط. ووفقًا لهذه المصادر، كان "محو أمية الكيبو" مقتصرًا على طبقات النخبة. ومع ذلك، تُظهر الملاحظات التي تم إجراؤها في القرنين التاسع عشر والعشرين أن إنتاج الكيبو كان موجودًا أيضًا بين الفلاحين الأنديز والمزارعات والعمال.
وقد عُثر على هذا الكيبو بالتحديد، وهو موضوع التحليل الجديد، غير موثق في مزاد ألماني، وأُرِّخَ لاحقاً إلى عام 1498 عن طريق الاختبارات. كان الخيط الرئيسي للجهاز مصنوعًا من شعر بشري ملتف يبلغ طوله حوالي 104 سنتيمتر. ويذكر الباحثون أن هذا الطول يتوافق مع ما يقرب من ثماني سنوات من نمو الشعر.
من خلال قياس مستويات الكربون والنيتروجين والكبريت في عينة الشعر باستخدام تقنيات التحليل الكيميائي المتقدمة، تم الكشف عن العادات الغذائية للشخص الذي صنع هذا الكيبو. أظهرت النتائج أن هذا الشخص لم يكن من البيروقراطيين الذين كانوا يأكلون اللحوم والذرة، بل كان من عامة الناس الذين يأكلون في الغالب النباتات الدرنية والخضراوات.
كما تم تحليل مستويات الأكسجين والهيدروجين في الشعر، وتبين أن هذا الشخص كان على الأرجح من مواطني الإنكا ذوي الرتب الدنيا الذين عاشوا في ما يعرف الآن بجنوب بيرو أو شمال تشيلي.
ويذكر الباحثون أن هذه النتيجة تشير بقوة إلى أنه، على عكس ما تم افتراضه حتى الآن، ربما لم يكن الكيبو يُنتج من قبل النخبة فقط بل من قبل عامة الناس أيضًا.
ما هو رد فعلك؟






