فخ قاتل للمواقع الإخبارية من جوجل! مئات المواقع المستقلة معرضة لخطر الإغلاق

وقد تم تفعيل التطبيق، الذي تم إطلاقه في مختلف البلدان حول العالم، على بعض الأجهزة في تركيا. وتستعد Google لتوجيه ضربة قاضية خاصةً للمبادرات المستقلة من خلال الفخ الذي سيجعل أخبار الناشرين غير مرئية قبل إقرار قانون حقوق النشر الرقمية.

أغسطس 10, 2025 - 12:00
 0  0
فخ قاتل للمواقع الإخبارية من جوجل! مئات المواقع المستقلة معرضة لخطر الإغلاق

جوجل، الذي تعرض خلال الأشهر الماضية للمقاضاة بسبب تحديثاته التي تسببت في توقف بعض المواقع الإخبارية في تركيا وحول العالم عن نشرها، قام هذه المرة بتفعيل خاصية جديدة يمكن وصفها بأنها "ضربة جديدة" للمواقع الإخبارية. فقد أدخلت جوجل خاصية "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي"، والتي تعرض ملخصًا للنتائج التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في أعلى صفحة البحث. ستكون هذه الميزة خنجرًا آخر لاقتصاديات المواقع الإخبارية التي تواجه صعوبة في التعامل مع تغييرات الخوارزمية.

لقد تسببت جوجل في تراجع حركة مرور العديد من المواقع الإخبارية وإغلاقها مع تغيير خوارزميتها. وفي حين أن العديد من المؤسسات الإعلامية انتقدت قرار خوارزمية جوجل ولجأت إلى القضاء، إلا أن التحديث الأخير سيؤثر على حركة مرور المواقع الإخبارية وإيراداتها من الصفر.

التغيير الأكبر في العالم الرقمي

فتحت الزيادة في محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي الأبواب أمام تغيير كبير في العالم الرقمي.
ففي خاصية جوجل الجديدة، يتيح هذا النظام الذي يعرض المعلومات حول المواضيع التي يتم البحث عنها في ملخصات قصيرة للمستخدمين الحصول على المعلومات دون النقر على المواقع المصدرية. في الأشهر الأخيرة، سجلت المواقع الإخبارية والمواقع الإلكترونية القائمة على المعلومات انخفاضاً كبيراً في عدد الزيارات.

ويكيبيديا على وشك الخسارة لصالح الذكاء الاصطناعي

بلغ عدد الزيارات اليومية لويكيبيديا، أحد أكثر المواقع الإلكترونية زيارة في العالم، 165 مليون زيارة في مارس 2022، وهو ما يتزامن مع تواريخ إصدار ChatGPT، بينما انخفض هذا الرقم إلى 128 مليون زيارة في مارس 2025، أي بانخفاض قدره 23% تقريباً.

انخفاض يصل إلى 30 بالمئة في عدد زيارات الموقع

وفقًا للبيانات الموجودة في BrightEdge، أدت عمليات البحث عن الذكاء الاصطناعي في Google، والتي تم استخدامها منذ عام تقريبًا، إلى زيادة عمليات البحث عن الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، بينما انخفضت النقرات المباشرة على الموقع بنسبة 30 في المائة.

تسجيل استخدام الدردشة في الاستعلامات الإخبارية

تعمل ملخصات البحث بالذكاء الاصطناعي أيضاً على تغيير طريقة وصول الناس إلى الأخبار. وفقًا للخبر المنشور في مجلة The Decoder، زاد استخدام ChatGPT في الاستعلامات الإخبارية بنسبة 212 في المائة بين عامي 2024 و2025، بينما زادت عمليات البحث التقليدية على جوجل عن الأخبار بنسبة 5 في المائة فقط.

نادراً ما ينقر المستخدمون الذين يقرؤون الملخصات على الروابط

وجد تقرير نشره مركز بيو للأبحاث هذا الربيع أيضًا أن مستخدمي Google كانوا أقل عرضة للنقر على روابط النتائج عندما زاروا صفحات البحث التي تتضمن ملخصًا للذكاء الاصطناعي مقارنةً بالصفحات التي لم تتضمن ملخصًا للذكاء الاصطناعي. في عمليات البحث التي نتج عنها ملخص من إنشاء الذكاء الاصطناعي، نادرًا ما نقر المستخدمون على المصادر المشار إليها.

تصل نسبة الذين لا ينقرون على رابط واحد إلى 70 في المائة

ذكر موقع Similarweb أيضًا أنه في مايو 2024، أي بعد عام من إتاحة ملخصات جوجل التي تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، ارتفعت نسبة عمليات البحث عن الأخبار التي لم تنقر على رابط واحد على جوجل من 56% إلى ما يقرب من 69%.

ماذا ستكون خسارة المواقع الإلكترونية الإخبارية؟

في حين أن نظام التلخيص المدعوم بالذكاء الاصطناعي من جوجل سيسهل الوصول إلى المعلومات الرقمية، إلا أنه سيسبب صعوبات اقتصادية لمنتجي المحتوى. أحد أكبر مصادر الإيرادات للمواقع الإلكترونية هو مرات ظهور الإعلانات. ونظرًا لأن نظام التلخيص المدعوم بالذكاء الاصطناعي يوفر للمستخدم الإجابة مباشرةً في واجهة جوجل، فقد انخفضت النقرات على المواقع الإخبارية بشكل ملحوظ، كما رأينا في البحث. سيؤدي ذلك إلى خسارة مباشرة في إيرادات الإعلانات.

كما انخفض معدل الاشتراك في المواقع الإلكترونية الإخبارية التي تقدم نظام "الاشتراك" لقرائها. ستنخفض أيضًا رؤية العلامة التجارية للناشرين بسبب جوجل، الذي ينشئ ملخصات من خلال الجمع بين المحتوى الأصلي للمواقع الإخبارية مع مصادر مختلفة.

ستتدفق استثمارات المواقع إلى جوجل

لسنوات، كان الناشرون يستثمرون بكثافة في جعل محتواهم محسّنًا لمحركات البحث (SEO). وبما أن الملخصات العامة للذكاء الاصطناعي "تستوعب" هذا المحتوى في نظام جوجل وتقدمه مباشرةً للمستخدم، فإن عائد هذه الاستثمارات لم يعد يتدفق إلى الموقع، بل إلى واجهة جوجل.

لا يدفع حتى لو ذكر المصدر..

على الرغم من أن جوجل يشير أحيانًا إلى مصدر الأخبار أو المحتوى في الملخصات، إلا أنه لا يدفع أي إتاوات للناشرين مقابل هذا المحتوى. يتم تقييم أنه يجب وضع أطر قانونية جديدة حول مواضيع مثل حقوق النشر وروابط المصادر ومكانة ملخصات الذكاء الاصطناعي في الترتيب.

اشتكت أوروبا، مواقع في تركيا تحت المراقبة

بالإضافة إلى الولايات المتحدة، كانت هناك ردود فعل مماثلة في أوروبا. الربيع الأوروبي تقدمت رابطة المطورين بشكوى ضد جوجل ضد جوجل إلى المفوضية الأوروبية، مشيرةً إلى أن الترتيب العالي لملخصات الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث يشوه المنافسة.

في تركيا، لم يتم طرح القضية على أرض الواقع القانوني حتى الآن. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هيئة المنافسة وهيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (BTK) قد تشرع في التحقيق في هذه القضية.

الناشرون يطالبون بلوائح تنظيمية

تطالب المؤسسات الإذاعية بوضع لوائح تنظيمية لضمان تقديم المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي مع الإسناد وتوجيه المستخدمين مباشرة إلى المواقع الإخبارية ذات الصلة. كما يؤكدون على ضرورة حماية حقوق النشر وتقديم تعويضات مالية لمنتجي المحتوى.
من ناحية أخرى، اتخذت بعض الدول بالفعل خطوات في هذا الاتجاه. فقد جعلت أستراليا من الإلزامي على شركات مثل جوجل وميتا أن تدفع للناشرين مقابل استخدام محتواها الإخباري. وهناك لوائح مماثلة على جدول الأعمال في أوروبا.

دافعت جوجل عن نفسها بهذه الطريقة

وتعليقًا على هذه التطورات، ذكر متحدث باسم جوجل أن محرك البحث يوجه مليارات النقرات إلى المواقع الإلكترونية كل يوم. وذكر أن خاصية "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي" تشجع المستخدمين على طرح المزيد من الأسئلة للوصول إلى المزيد من المعلومات، مما يساهم في زيادة اكتشاف منتجي المحتوى والشركات.

ما هو رد فعلك؟

إعجاب إعجاب 0
عدم الإعجاب عدم الإعجاب 0
حب حب 0
مضحك مضحك 0
غاضب غاضب 0
حزين حزين 0
واو واو 0