1 ساعة استهلاك الطاقة في الفرن في 5 ثوان

يمكن لأداة الفيديو الجديدة للذكاء الاصطناعي "سورا 2" (Sora 2) من OpenAI إنشاء مقاطع فيديو في دقائق ببضعة أسطر من الأوامر. وقد أحدث التطبيق، الذي تم فتحه لعدد محدود من المستخدمين، تأثيراً كبيراً في عالم التكنولوجيا. وقد أعلن بيل بيبلز، وهو مسؤول تنفيذي في OpenAI، أن تطبيق Sora وصل إلى مليون عملية تنزيل في أقل من خمسة أيام ونما بسرعة أكبر من ChatGPT.

وذكر بيبلز أن الأداة متاحة حاليًا لمستخدمي نظام iOS فقط، وتعمل بنظام الدعوة، وأن هذا القيد يرجع إلى حاجة النظام إلى قوة حوسبة عالية. وعلى الرغم من ذلك، انتشرت مقاطع الفيديو التي أنشأتها سورا بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي واجتاحت الإنترنت.

ومع ذلك، في ظل هذه الشعبية، تجدد جدل خطير أيضاً: التكلفة البيئية للذكاء الاصطناعي. فقد أثارت حقيقة أن مقاطع فيديو Sora تتطلب طاقة حوسبة كبيرة مخاوف بشأن استهلاك الطاقة والبصمة الكربونية.

الذكاء الاصطناعي يتفوق على تعدين العملات المشفرة

لفت روبرت دياب، أستاذ القانون في جامعة تومبسون ريفرز، الانتباه إلى آثار الذكاء الاصطناعي على استهلاك الطاقة والمياه في مقال نُشر في مجلة The Conversation. ووفقاً لدياب، فقد أثارت المبادرات الأخيرة مثل مشروع ستارغيت الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار، وهو عبارة عن شراكة بين OpenAI وأوراكل وسوفت بنك وMGX، مخاوف بشأن هذه المسألة.

لقد تجاوز عبء الطاقة للذكاء الاصطناعي الآن حتى تعدين العملات الرقمية. وقد ذكر الباحث أليكس دي فريس-غاو، الذي يراقب تعدين البيتكوين منذ فترة طويلة، أن الذكاء الاصطناعي تجاوز العملات الرقمية في استهلاك الكهرباء في تحليله في منتصف عام 2025. ووفقًا لدي فريس-غاو، فإن الذكاء الاصطناعي يستحوذ حاليًا على 20% من استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات العالمية، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الاستهلاك بحلول نهاية العام.

ترسم بيانات وكالة الطاقة الدولية (IEA) صورة مماثلة. في عام 2024، استحوذت مراكز البيانات على 1.5 في المئة من استهلاك الكهرباء في العالم، وهو ما يمثل نمواً أسرع بأربعة أضعاف من الطلب الإجمالي على الطاقة. وتتوقع الوكالة أن تتضاعف هذه الحصة بحلول عام 2030. وتشير تقديرات إم آي تي تكنولوجي ريفيو إلى أنه بحلول عام 2028، ستتجاوز احتياجات الطاقة الخاصة بالذكاء الاصطناعي إجمالي استهلاك جميع مراكز البيانات في الولايات المتحدة. وهذا يعادل ما يكفي من الكهرباء لتشغيل 22% من المنازل الأمريكية لمدة عام.

استهلاك المياه لافت للنظر أيضاً

يستحوذ استهلاك المياه على نفس القدر من الاهتمام مثل الطاقة. تحتاج مراكز البيانات إلى مياه فائقة النقاء لتبريد الخوادم. وتشير التقديرات إلى أنه تم استخدام حوالي 700 ألف لتر من المياه العذبة أثناء تدريب نموذج GPT-3 في منشآت مايكروسوفت. ووفقًا للخبراء، قد يصل الطلب العالمي على المياه في مجال الذكاء الاصطناعي إلى 4 إلى 6 مليارات متر مكعب بحلول عام 2027.

كما أن عملية تصنيع الرقائق تزيد من التأثير البيئي. فوفقًا لدراسة أجريت عام 2023، يتطلب إنتاج معالجات الرسومات المتقدمة كميات كبيرة من الطاقة والمياه والمعادن النادرة. كل جيل جديد من الرقائق يعيد تشغيل دورة الإنتاج، مما يزيد من البصمة الكربونية من الصفر.

وعلى سبيل المقارنة، يستهلك إنتاج صورة واحدة بالذكاء الاصطناعي طاقة تعادل طاقة تشغيل فرن ميكروويف لمدة 5 ثوانٍ، ويستهلك إنتاج 5 ثوانٍ فقط من الفيديو طاقة تعادل طاقة تشغيل الفرن نفسه لأكثر من ساعة.