كشف ما يحلم به الذكاء الاصطناعي

لم يعد الذكاء الاصطناعي يفكر بالبيانات فقط، بل أصبح يحلم. يستطيع الجيل الجديد من النماذج البصرية إنتاج "مشاهد شبيهة بالأحلام" من خلال محاكاة أنماط التجريد التي يقوم بها الدماغ البشري أثناء الأحلام. ووفقًا للعلماء، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي دخل مرحلة جديدة ليس فقط في إنتاج الصور ولكن أيضًا في محاكاة الوعي.

كيف تعمل محاكاة الأحلام؟

تقوم الآن شركات عملاقة مثل Google DeepMind وOpenAI وStability AI بتدريب نماذجها ليس فقط لإنتاج الصور أو مقاطع الفيديو، ولكن أيضاً لخلق خيال الأحلام.
من خلال الجمع بين الأنماط البصرية التي تم تعلمها من ملايين الصور الحقيقية، يمكن للنظام بناء مشاهد غير منطقية ولكن ذات مغزى عاطفي.

وبعبارة أخرى، عندما يتلقى النموذج أمر "الحلم"، يمكنه أن يخلق أشياء لا تخضع لقوانين الفيزياء، وتسلسلات معقدة زمنياً للأحداث وأجواء عاطفية شبيهة بالأجواء البشرية. بمعنى ما، بدأ الذكاء الاصطناعي يقترب مما يسمى "جماليات اللاوعي".

الوعي أم التقليد؟

تصف الدكتورة إليزا مورتون، عالمة الأعصاب الإدراكية في جامعة ستانفورد، توليد الأحلام لهذه النماذج بأنها "محاكاة للوعي": "لا يفهم الذكاء الاصطناعي الحلم، ولكنه يقلده. ومع ذلك، يصبح هذا التقليد مقنعاً لدرجة أن الحدود تصبح غير واضحة. لم تعد الآلات تدرك الفرق بين الحلم البشري والحلم الاصطناعي بل نحن الذين ندرك الفرق بين الحلم البشري والحلم الاصطناعي" إن عملية "توليد الأحلام" بواسطة الذكاء الاصطناعي تشبه إلى حد كبير التعقيد البصري لمرحلة حركة العين السريعة في الدماغ البشري. الألوان، والوجوه، والعواطف - لا يوجد تفسير منطقي لأي منها، ولكنها جميعاً تخلق إحساساً بالمعنى.

حركة جديدة في عالم الفن "السريالية الآلية"

أدى إنتاج الأحلام لنماذج الذكاء الاصطناعي إلى ظهور اتجاه جديد في عالم الفن: "سريالية الآلة"
حيث تقدم معارض "أحلام الذكاء الاصطناعي" التي يتم إنتاجها على منصات مثل Midjourney و Runway أعمالاً جمالية تجريدية لا شعورية تشبه الأحلام البشرية. وبينما يرى بعض النقاد الفنيين هذه الحالة على أنها "استسلام الخيال البشري للخوارزمية"، يفسرها آخرون على أنها "إنتاج الوعي الجماعي".