"رعب الأعماق: صيد الأسماك المفترسة"

يُظهر هذا الفيديو طفيليتين من مجدافيات الأرجل متصلتين على جانبي رأس سمكة غرينادييه (أو ذيل الحصان كما هو معروف) من أسماك أعماق البحار. إن حويصلات البيض الطويلة الملتصقة بمؤخرة هذه القشريات الصغيرة تجعل السمكة تبدو كما لو أن لها "ذيلين مزدوجين" (أو "ذيل حصان") على رأسها.

تم التعرف على هذه الطفيليات على أنها Lophoura szidati. تحفر مجدافيات الأرجل هذه في عضلات السمكة وتتغذى على دمها وسوائل جسمها بفضل الزوائد الكاشطة الموجودة على أجزاء فمها. أشار عالم الأحياء التطوري جيمس بيرنو إلى أن هذه الطفيليات "شبه داخلية" (طفيليات متوسطة).

على عمق 489 متراً

سجّل العلماء هذه الصور على عمق 489 متراً تحت سطح البحر. كان الغرض من البعثة دراسة قاع البحر والتنوع البيولوجي حول جزر ساندويتش الجنوبية. تتكون هذه الجزر من 11 جزيرة صغيرة من أصل بركاني في جنوب المحيط الأطلسي.

تُعرف أسماك الغرنادين برؤوسها الكبيرة وذيولها الرفيعة الطويلة. وهي تعيش في المياه الباردة حول شمال وجنوب المحيط الأطلسي والقارة القطبية الجنوبية. يمكن العثور على هذه الأسماك في أعماق تتراوح بين 400 و 3185 متراً.

المعرفة حول طفيليات الأسماك في مياه القطب الجنوبي محدودة للغاية. ومع ذلك، من المعروف أن L. szidati هي واحدة من أكثر مجدافيات الأرجل شيوعاً على أنواع الماكوروس في هذه المنطقة. وتشير التقديرات إلى أن الإناث تحفر في الأنسجة العضلية للأسماك وتعيش هناك لعدة أشهر.

تمر هذه الطفيليات بمراحل مختلفة خلال دورة حياتها. ففي مرحلة اليرقات تجد مضيفاتها وتبدأ بالتغذية عن طريق الحفر تحت الجلد، ومع نموها تطور خطاطيف أمامية تسمح لها بالالتصاق بأجسامها.

لا يزال العمر الافتراضي لهذه الطفيليات الغامضة غير معروف، ولكن يُعتقد أنها تعيش مع الأسماك المضيفة لفترة طويلة. لدرجة أنه حتى بعد موت الطفيلي، يمكن أن يبقى رأسه في أنسجة السمكة لسنوات.