لقد أخلّ الطقس المتغير بالتوازن: إنهم مثل العمالقة، لا يتوقفون عن النمو

نُشرت دراسة مدهشة عن غابات الأمازون المطيرة التي يهدد مستقبلها تغير المناخ وإزالة الغابات. ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Nature Plants، فإن الزيادة في ثاني أكسيد الكربون (CO₂) في الغلاف الجوي كان لها تأثير غير متوقع في غابات الأمازون: الأشجار تكبر وتكبر أكثر فأكثر.

فهي لا تتوقف عن النمو

رصدت الدراسة، التي أجريت بمساهمة ما يقرب من 100 عالم يعملون في مجال الغابات الاستوائية، نمو الأشجار في 188 موقعًا مختلفًا في حوض الأمازون لأكثر من 30 عامًا. وكشفت النتائج أن الأشجار في المنطقة تتوسع بمعدل 3.2 في المائة في العقد الواحد. ويفسر العلماء هذه العملية بـ "تأثير الأسمدة" الناتج عن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون.

وقد ذكر الدكتور أدريان إسكيفيل-مولبير من جامعة كامبريدج أن معدل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد ازداد بنسبة 20% خلال الثلاثين سنة الماضية، "وقد أدت هذه الزيادة إلى زيادة قطر الأشجار وزيادة كتلتها الحيوية".

إنها تهيمن

وفقًا للدراسة، يتزايد عدد الأشجار الكبيرة بينما يتناقص عدد الأشجار الصغيرة. تكتسب الأشجار الكبيرة ميزة في المنافسة على الضوء والماء، وتتحكم في موارد الغابات بشكل أكبر. هذا الوضع يعزز أيضًا قدرة الأمازون على تخزين الكربون. لأن الأشجار الكبيرة تعني المزيد من الكربون.

ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن هذا التأثير الإيجابي لا يلاحظ إلا في الغابات السليمة. ففي المناطق التي أزيلت منها الغابات، يختفي تأثير النمو هذا. وحذرت الدكتورة ريبيكا بانبوري مورغان قائلةً: "لا يمكننا تحقيق فوائد الكربون والتنوع البيولوجي للغابات الطبيعية من خلال زراعة شتلات جديدة لتحل محل تلك التي نقطعها".

سيكون مستقبل غابات الأمازون أحد بنود جدول أعمال قمة المناخ COP30 في بيليم بالبرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني. ويؤكد الباحثون مرة أخرى على أن الأمازون تلعب دورًا حاسمًا في مكافحة التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية على مستوى العالم.

وقال الدكتور إسكيفيل-مولبيرت: "تُظهر هذه النتائج مدى أهمية الغابات الاستوائية المطيرة في جهودنا للتخفيف من تغير المناخ"، موجهًا رسالة قوية إلى المجتمع الدولي.